الأربعاء، 17 يونيو 2009

صنع في مصر

صنع في مصر
لفت نظري هذا الكهل الذي أظنه جاوز حاجز الخمسين من عمره على أحسن تقدير وشد انتباهي إنشغاله وتركيزه الشديد فيما كان يفعله وأظن انه يعمل في إحدى محلات ميدان طلعت حرب بوسط المدينة وكان يجلس على السور الحديدي الموضوع أعلى رصيف الميدان وكان ممدد زراعيه إلى الأمام أعلى ركبتيه المقرفصتين وماسك في أخر يده جهاز موبايل تليفون محمول ومندمج اندماج يكاد يكون كلى وتعجبت لذلك الاندماج الذي جعله لا يبالى إذا ما اصطدم به احد المارة وجال بخاطري أنها ربما استقبل رسالة هامة كان بأنتظرها ولكن ما محتوي هذه الرسالة التي يقرا فيها منذ أكثر من ربع ساعة على ذلك المحمول الصغير وما هذا المحتوى الهام الذي يستحق كل هذا التركيز لا لا لا ... لا أظن ذلك فاستبعدت الفكرة وقولت فى نفسي ربما يتحدث مع احد بخصية mmx اى انه يراه او ربما يشاهد شي ما ولكن لفت نظري أيضا ان جهازه لا يدعم هذة الخصية ولا يوجد به تلفزيون مثل الأجهزة الصيني المتداولة حاليا وبين شدة اندماجه الملفت وحيرتي وفضولي الذي اخذ يؤرقني وكاد يقتلني قررت ان أمر بجواره او خلف منه مثل اى من المارة وان أركز عيني على شاشة هاتفه علني أرى واقتنص بنظري ما يسيطر علي ذلك العجوز ويأخذ كل هذا التركيز وما ان مررت خلف الرجل حتى وجدته يلعب لعبة لا اعرف بالطبع اسمها لضيق الوقت ولكنها على ما اعتقد كانت لعبة سباق سيارات فاندهشت وتعجبت واختلطت عليا عدة مشاعر وما كنت اعرف ما افعل هل اضحك واسخر من واقع ما يفعلة ذلك الكهل بينى وبين نفسى طبعا ام أواسيه واعزيه في هذا الوقت الذي يهدره ويقتله بيده دون ان يشعر وكم من وقت يتبقى في عمرة ليهدره ام احزن على ما جعله يصل إلى هذه الغيبوبة وهذا الحال وربما يلعب هذه اللعبة تحديدا لا إقناع نفسه بغير الحقيقة انه لا يمتلك سيارة ولكن إلى متى سنظل نهرب من الواقع ونختبئ من الحقيقة التي أصبحت عارية تماما ولا نراها وتخيلت على الجهة الأخرى رجل فى سنة او ربما اكبر منه سنا يعمل ويجتهد ويصنع ويشارك باى شي وبكل شى تبقى لديه وربما يتعلم ويدرس ويعرف قيمة الوقت جيدا وهذا هو الحال فى كل البلدان والمجتمعات المتحضرة التي تريد ان تتقدم وتصنع شي وسالت نفسي هل هذا المشهد موجود بالصين او باليابان او أوربا او حتى إسرائيل التي لا يتجاوز عدد سكانها السبعة ملاين نسمة وبالرغم من هذا فهي متقدمة جدا حربيا وعلميا وتكنولوجيا وتسبب كل هذا الأرق فى العام كله بل وتؤثر على قارات وتسبق دول أخرى لديها من البشر والتاريخ والإمكانيات ما يفوق تلك الدولة الحديثة وتلك الدول المتقدمة فهم يصنعون ما يلهوننا به ونحن نلعب بل ونشترى منهم هم يجيدون استثمار وقتهم فى عمل يحتاجون الية ويحتاج اليهم ونحن نبحث عن الراحة واللعب والنكتة الحلوة وهنا سالت نفسي سؤال هل تجاوز فكرى حد هذا الموضوع وذلك المشهد الذي قد يبدو للبعض عاديا ومألوفا فى جميع وسائل النقل وفى الشوارع والميادين ؟؟ والسؤال الأخر هل هكذا نتقدم وهل هذا مستقبلنا ؟؟ لا أجد أجابه على اسألتي فأرجو منكم يا قراء مدونتي إذا علم أحدكم الإجابة أن يتصل بى فورا.

هناك تعليق واحد:

  1. والهى كلام مظبوط مية * المية بس الناس خلاص اخدت على كدا ..

    ردحذف